طبقات الارض

القشرة المحيطية: الأساس الصخري للمحيطات

القشرة المحيطية

مقدمة

القشرة المحيطية هي الطبقة الصخرية الرقيقة التي تشكل قيعان المحيطات، وتمثل الجزء العلوي من الغلاف الصخري للأرض في المناطق المغمورة بالمياه. على الرغم من تغطيتها لمساحة شاسعة من سطح الكوكب، إلا أنها تختلف بشكل كبير عن القشرة القارية في تركيبها وسماكتها وعمرها. في هذا المقال، سنتعمق في دراسة القشرة المحيطية، ونتناول جوانبها المختلفة بدءًا من تكوينها وصولًا إلى أهميتها الجيولوجية.

تكوين القشرة المحيطية

تتشكل القشرة المحيطية بشكل مستمر في مناطق التباعد بين الصفائح التكتونية، مثل قاع المحيط الأطلسي. في هذه المناطق، تتحرك الصفائح بعيدًا عن بعضها البعض، مما يؤدي إلى ظهور صدع يمتلئ بالصهارة المنصهرة الصاعدة من باطن الأرض. تبرد هذه الصهارة وتتصلب لتشكل قشرة بازلتية جديدة. تسمى هذه العملية بـ “التمدد البحري”.

عملية التمدد البحري بالتفصيل:

  1. التباعد: تتحرك الصفائح التكتونية بعيدًا عن بعضها البعض بفعل تيارات الحمل الحراري في الوشاح.
  2. الصدع: ينشأ صدع في قاع المحيط نتيجة للابتعاد المستمر للصفيحتين.
  3. اندفاع الصهارة: ترتفع الصهارة المنصهرة من الوشاح لتملأ الفراغ الناتج عن التباعد.
  4. التبريد والتصلب: تبرد الصهارة وتتصلب لتشكل قشرة بازلتية جديدة.
  5. التدفع المستمر: تدفع القشرة الجديدة القشرة القديمة بعيدًا عن مركز التباعد.

تركيب القشرة المحيطية

تتميز القشرة المحيطية بتركيب بسيط نسبيًا مقارنة بالقشرة القارية. تتكون بشكل أساسي من صخور نارية قاعدية، مثل البازلت والجابرو. هذه الصخور غنية بالمعادن المافية، مثل الأوليفين والبيروكسين، والتي تحتوي على نسب عالية من الحديد والمغنيسيوم. ولهذا السبب، تكون القشرة المحيطية أكثر كثافة من القشرة القارية.

الطبقات الرئيسية للقشرة المحيطية:

  • الطبقة الرسوبية: هي الطبقة العلوية الرقيقة التي تتكون من الرواسب البحرية، مثل الطين والحجر الجيري.
  • طبقة البازلت: وهي الطبقة الرئيسية للقشرة المحيطية وتتكون بشكل أساسي من صخور البازلت البركانية.
  • طبقة الجابرو: وهي الطبقة السفلية وتتكون من صخور الجابرو النارية الجوفية.

سمك وكثافة القشرة المحيطية

تتميز القشرة المحيطية بسماكتها القليلة، حيث تتراوح بين 5 إلى 10 كيلومترات، مقارنة بالقشرة القارية التي قد يصل سمكها إلى 70 كيلومترًا أو أكثر. كما أنها أكثر كثافة من القشرة القارية، وذلك بسبب تركيبها الصخري الغني بالمعادن الثقيلة.

عمر القشرة المحيطية

تعتبر القشرة المحيطية أحدث بكثير من القشرة القارية، حيث لا يتجاوز عمر أقدم صخورها 200 مليون سنة. وذلك لأن القشرة المحيطية تتجدد باستمرار من خلال عملية التمدد البحري، بينما تبقى القشرة القارية أكثر استقرارًا.

أهمية القشرة المحيطية

تتمتع القشرة المحيطية بأهمية جيولوجية كبيرة، فهي:

  • أساس المحيطات: تشكل القشرة المحيطية قاع المحيطات، مما يجعلها العنصر الأساسي في دورة المياه.
  • سجل للتاريخ الجيولوجي: تحتوي الرواسب البحرية على القشرة المحيطية على سجل جيولوجي مهم يمكن من خلاله دراسة التغيرات المناخية وتطور الحياة على الأرض.
  • مصدر للمعادن: تحتوي القشرة المحيطية على العديد من المعادن الهامة، مثل النحاس والمنجنيز، والتي تتكون نتيجة للنشاط الحراري المائي في قاع المحيط.
  • محرك للصفائح التكتونية: تلعب القشرة المحيطية دورًا حاسمًا في حركة الصفائح التكتونية، حيث يتم تكوينها وتدميرها باستمرار في مناطق التباعد والاندساس.

الخاتمة

القشرة المحيطية هي جزء حيوي من كوكبنا، وهي تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل سطح الأرض والمحيطات. من خلال فهم خصائصها وتكوينها، يمكننا فهم العمليات الجيولوجية التي تحدث داخل الأرض وتأثيرها على حياتنا.

الكلمات المفتاحية: القشرة المحيطية، البازلت، الجابرو، التمدد البحري، الصفائح التكتونية، الوشاح، الصخور النارية، الجيولوجيا، المحيطات.

السابق
حركة الصفائح التكتونية: محرك التغيرات على سطح الأرض
التالي
الرياح الشمسية: رياح كونية تهب من قلب الشمس